شورت نيوز _ وكالات
مع إعلان قطر عزمها على إعادة تقييم دور الوساطة الذي تقوم به بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية بعد أكثر من ستة أشهر على اندلاع الحرب بينهما، ازدادت المخاوف بعد أشهر من المفاوضات غير المثمرة من أجل إحلال هدنة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
غير أن الخبراء يعتبرون أن موقف قطر هو احتجاج أكثر مما هو تهديد فعلي.
ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في 7 تشرين الأول مع شن حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل التي ردت بحملة قصف مدمرة وعمليات برية واسعة النطاق، أدت قطر التي تستضيف رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، دورا محوريا في المفاوضات إلى جانب الولايات المتحدة ومصر.
ونجحت الإمارة الخليجية التي تؤوي أكبر قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة، في انتزاع هدنة لأسبوع في أواخر تشرين الثاني، أتاحت إطلاق سراح حوالى مئة رهينة من أصل 250 شخصا خطفوا من جنوب إسرائيل خلال هجوم حماس، مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
غير أن كل المساعي لإحلال هدنة ثانية فشلت منذ ذلك الحين. وإزاء الانتقادات الصادرة بصورة خاصة عن إسرائيل، أعلن رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الأربعاء أن الدوحة “تقوم بعملية تقييم شامل لدور” الوساطة الذي تقوم به.
ما الذي أثار استياء قطر؟
رفضت قطر مرارا انتقادات إسرائيلية ولا سيما من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
كما حملت السفارة القطرية في واشنطن الثلاثاء على تصريحات للنائب الديموقراطي الأميركي ستيني هوير دعا فيها الولايات المتحدة إلى مراجعة علاقاتها مع قطر، متهما الإمارة بعدم ممارسة ضغوط كافية على حماس للتوصل إلى إطلاق سراح الرهائن.
وندد الشيخ محمد بـ”استغلال وإساءة مرفوضة” وبـ”مزايدات سياسية من بعض السياسيين من أجل حملاتهم الانتخابية من خلال الإساءة لدور قطر”، مؤكدا أن قطر “ستأخذ القرار المناسب في الوقت المناسب” بشأن مواصلة جهود الوساطة أو وقفها.
ورأى جيمس دورسي الباحث في معهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة الوطنية أن قطر تسعى من موقفها “للردّ” على الانتقادات ولا “تنوي جديا التخلي عن دورها كوسيط”، وهو دور يعتبر “من الركائز الأساسية لسياسة القوة الناعمة التي يعتمدها البلد”.
وقال إن قطر أرادت أن تستهدف بصورة رئيسية “إسرائيل وبنيامين نتنياهو وأنصاره في الكونغرس الأميركي” لكنها أرادت أيضا “الضغط على إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن لحضها على الدفاع عن قطر”.
ولفت أندرياس كريغ خبير شؤون الشرق الأوسط في كلية كينغز كولدج في لندن إلى أن الدوحة لعبت “دورا حاسما” لانتزاع الهدنة في تشرين الثاني، وهي “مستاءة لعدم اعتراف الجميع وخصوصا إسرائيل بذلك”.
غير أنه من المستبعد برأيه أن “تنسحب من جهود الوساطة” بعدما “استأثرت بالعلاقة” مع حماس.
وقتل 1170 شخصا غالبيتهم مدنيون في هجوم حماس على إسرائيل وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
ومن أصل المخطوفين الـ250، ما زال 129 رهينة محتجزين في غزة، قضى 34 منهم وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.
في المقابل، أدى القصف الإسرائيلي والهجمات البرية في قطاع غزة إلى سقوط 33970 قتيلا غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في حكومة حماس.
– هل قطر لا غنى عنها؟
باتت قطر قناة التواصل الرئيسية مع حماس التي تقيم مكتبها السياسي في الدوحة منذ 2012.
وقال أندرياس كريغ إن قطر “لا غنى عنها” في جهود الوساطة لأن المصريين لا يملكون “إمكان التواصل” ذاته مع حماس.
وأكد دورسي أنه “إن انسحبت قطر من المحادثات، فستخضع لمزيد من الضغوط لطرد حماس من أراضيها”.
وفي حال خرجت حماس من قطر، تبدو الجزائر ولبنان وإيران مقرا محتملا لقيادتها السياسية. وتساءل الخبير في حال انتقال المكتب السياسي إلى إيران، “إلى من سيتوجه الأميركيون والإسرائيليون للوصول إلى حماس؟”.
ورأى أن تركيا التي يزورها هنية في نهاية الأسبوع قد تؤدي أيضا دور وساطة.
– لماذا تعثرت المفاوضات؟
تتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بإحباط اقتراح طرحه الوسطاء ينص على هدنة من ستة أسابيع وعلى إطلاق سراح 42 رهينة إسرائيلية في مقابل إطلاق سراح 800 إلى 900 فلسطيني في السجون الإسرائيلية.
وتطالب حماس بوقف نهائي لإطلاق النار وسحب إسرائيل قواتها من كل أنحاء قطاع غزة والسماح بعودة النازحين وزيادة تدفق المساعدات.
واتهم جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) حماس بأنها “لا تريد اتفاقا إنسانيا ولا عودة الرهائن”.
Shares: