تشهد مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، الأربعاء، غارات إسرائيلية وقتالاً في بعض شوارعها بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، وفق ما أفاد شهود، وذلك غداة جلسة لمجلس الأمن الدولي لبحث مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في المدينة الحدودية مع مصر.

وأفادت وزارة الصحة في غزة، الأربعاء، بسقوط 75 قتيلاً خلال الساعات ال24 الماضية، ما يرفع الحصيلة الإجمالية للضحايا في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، إلى 36171، غالبيتهم من المدنيين.

وأفاد شهود بمعارك بين جنود إسرائيليين ومقاتلين فلسطينيين في بعض شوارع رفح. وأطلقت مروحية إسرائيلية النار على وسط المدينة، فيما استهدف قصف مركّز أطراف المدينة. وتحدّث الشهود عن وجود دبابات إسرائيلية في مناطق مختلفة من رفح لاسيما في الوسط.

وأعلنت حركة حماس إطلاق صواريخ على جنود قرب مخيم يبنا في رفح.

وفي نيويورك، قدّمت الجزائر، الثلاثاء، مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى «وقف فوري» لإطلاق النار وإنهاء الهجوم الإسرائيلي على رفح.

وأعربت الصين عن أملها في التصويت على النص هذا الأسبوع، في وقت يلتقي مجلس الأمن، الأربعاء، لعقد اجتماعه الشهري حول الأراضي الفلسطينية. ووزّع مشروع القرار الجزائري بعد اجتماع طارئ للمجلس لمناقشة غارة إسرائيلية أدت، الأحد، إلى اشتعال النيران في مخيم يزدحم بالنازحين في حي تل السلطان في شمال غرب مدينة رفح، ما أسفر عن مقتل 45 شخصاً على الأقل وإصابة 249 آخرين بجروح، وفق وزارة الصحة في غزة. وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، الثلاثاء، مقتل 21 شخصاً في غارة إسرائيلية جديدة على مخيم آخر للنازحين في رفح.

  • «فقدت ولدين»

واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، في كلمة ألقاها أمام نواب حزبه أن «روح الأمم المتحدة ماتت في غزة»، كما انتقد «العالم الإسلامي» لعدم تحركه حيال الغارة الإسرائيلية على مخيم النازحين.

وأعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، أنها «لا تغضّ الطرف» عن معاناة المدنيين الفلسطينيين، لكنها لا ترى أن أفعال إسرائيل في رفح ترقى إلى عملية واسعة النطاق من شأنها أن تتخطى «الخطوط الحمر» التي حدّدها الرئيس جو بايدن.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي: «لم نرهم يقتحمون رفح.. لم نرهم يدخلون بوحدات كبيرة، بأعداد كبيرة من الجنود، بأرتال وتشكيلات ضمن عملية منسقة ضد أهداف عدة على الأرض»، مؤكداً أنه ينتظر نتائج التحقيق الإسرائيلي حول القصف على المخيم.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، الثلاثاء: إن «الذخائر» الإسرائيلية «وحدها لا يمكن أن تشعل حريقاً بهذا الحجم»، في إشارة الى الضربة مساء الأحد، على مخيم النازحين في حي تل السلطان في رفح، مضيفاً أن الجيش ألقى مقذوفتين تحملان 17 كيلوغراماً من «المواد المتفجرة» مستهدفاً اثنين من كبار قادة حماس.

ودخل الجيش الإسرائيلي رفح في السابع من أيار/ مايو. ومنذ السادس من أيار/ مايو، تاريخ توجيه الجيش إنذاراً بإخلاء الأحياء الشرقية من رفح قبل دخول دباباته، فرّ حوالي مليون شخص من المدينة التي كان يتكدّس فيها أكثر من 1.4 مليون فلسطيني معظمهم نازحون من مناطق أخرى.

وأغلق معبر رفح مع مصر منذ دخول القوات الإسرائيلية، وبات دخول المساعدات الإنسانية الأساسية لسكان قطاع غزة شبه متوقف.

وللمرة الأولى منذ 13 أيار/ مايو، تمكّنت منظمة الصحة العالمية من الوصول إلى شمال قطاع غزة، لتسليم الوقود والمعدّات إلى المستشفى الأهلي، حسبما أعلن المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس

في التطورات الأخرى على الأرض، أفاد الدفاع المدني عن انتشال ثلاث جثث من أنقاض منزل أصيب بقصف إسرائيلي في خان يونس بجنوب قطاع غزة. وقال رامي أبو جزار بعد أن ودّع طفليه الملفوفين بكفن أبيض، «فقدت اثنين من أولادي»، هما حيدر البالغ 8 سنوات ومكة، ابنته الوحيدة البالغة خمس سنوات.

في شمال القطاع، فتحت آليات عسكرية إسرائيلية النار في مدينة غزة، فيما استهدفت ضربات مناطق في جباليا، بحسب شهود.

Shares: