عن فواز الفقير بعد بيانه…
يبدو أن الرجل لديه الكثير من الكارهين، وكأنّ سكاكين أعدائه سُنت عليه بعد النتائج، وفُتح الباب على مصراعيه أمام مروجي الشائعات، الذين حاولوا النيل والانتقاص من سيرته البرلمانية، وما نشاهده من حالة التناحر والتراشق من خلال الحملة الممنهجة التي تشنها صفحات عامة وخاصة، وصفحات إخبارية عن برلماني سابق بحجم فواز الفقير أفنى مايقارب من نصف عمره “خادما لربعه” وفزعة لمن يطلب مساعدته، من كافة مناطق المملكة، ووصل به الأمر أن يكون وسيط خير لمن هم من خارج البلاد، وإغاثة الملهوف وساهم في عمل الخير، ويفترض أن لا نجلس خلف الشاشات ونحاسبه على زلة هنا وخطأ هناك.
وجوده مع قاعدته الإنتخابية بجوار مناطق حدودية، أضفى عليه صفة “فزعة الملهوف” وكان وسيطا لكافة قضايا “البحارة”، والذين يشكلون عنصراً هاماً إقتصاديا واجتماعياً لشمال المملكة، فهي مصدراً للرزق لكثير عبر الحدود، فهي لا تختلف عن سياحة البتراء، وخزنتها، حتى وصل الأمر أن يمد يده لمساعدة من هم عالقون داخل دول الجوار، وحتى لا نفهم بأننا نروج له أو ندافع عن اخطاء تم الترويج لها، من أجل النيل من مكانته عندما كان نائباً.
هذا الرجل، أتاه ما يشغله، و انفطر قلبه، بموت فلذة قلبه، ما تحمله خلال السنوات السابقة، ليس اعتياديا، وبقي “شامخاً” كالجبال، وكسنبلة حوران بوجه مروجو الإشاعات، هو يعرفهم ويعرف مبتغاهم، وما الذي يريدونه منه، هم مبتزون، ولا وصف غير ذلك، يعرفونه أكثر من ناخبيه، وأكثر من أقاربه، ما يعرفونه انه ابيض القلب، لذلك تجدهم يلتفون حول إطلاق الشائعات.
لديه من شخصيته، النكتة الجميلة، فهو صاحب ضحكة خارجة من القلب، جرأة في الحديث، التحدث بعفوية، كثرة الحديث، واحيانا التسرع، وعدم انتقاء الكلمات التي تبعد المتربصين عنه، لذلك تم التركيز على هفواته، في المقابل كان زملائه في مجالس سابقة، لا يتحدثون، واحدى التقارير أشارت إلى أن هنالك عدد كبير لم يتحدث، ولم يسأل سؤالاً طيلة فترة وجوده، لذلك تجد خطاباته مختلفة، وتحمل في طياتها روح النكتة والمزاح والمواقف كثيرة، وأغلبها تم استغلالها لغايات ما، هو طالب بدعم لوائه وبقي بينهم ولم يتركهم يوماً ما، وكان في خدمتهم على مدار الساعة، طالب خلال جلسة ما بمعالجة قامة رياضية سابقة، لكن ليس لديه حظ، فهو تحت المجهر يرصدون هفواته وزلاته، ساهم في رفعة لوائه منذ 1993، وبقي إلى جانبهم.
هو لا يختلف عن ابن عشيرته احمد حسن الزعبي، كلاهما يلتقيان على حب الوطن، ومن لا يحب وطنه وبلده؟ الاول يطلق النكتة صوتاً ومسموعة والثاني يطلقها كتابة، و مقروءة.
للمرة الأولى، اتحدث في أمور خاصة، بعد أن توقفت أو وُقفت عن العمل الصحفي لسنوات بفعل فاعل، ذات دورة انتخابية قديمة، كنت أعمل مندوباً صحفياً، لأكثر من وسيلة، وطُلب مني خلال عملي التي صادفت فترة الإنتخابات، أن أعمل في قسم الدعاية والإعلان، من أجل جذب المعلنين، ولا سيما المرشحين للانتخابات، ولأنني لم امارس مثل هذه الأعمال طيلة حياتي، كان الأمر جديداً، وعندما عرض علي أن كل دعاية تجلبها ستحصل على عدة آلاف وبنسبة معينة، وأول ما طُلبَ مني، أن أبدأ مع فواز، وان أعرض عليه ذلك، ويكون أمام خيارين، اما الدعاية والترويج، وأما بث الاخبار السلبية والشائعات من أجل التأثير عليه، كانت آخر ساعة لي في العمل، ولم اكمل هذا الطريق بهذه الضروف، في تلك المكان، وهذا ما تفعله اليوم الكثير من وسائل الإعلام والصحفيين، في عالمنا المظلم.
ليس دفاعاً عنه، ولكن كلمة الحق في موضعها ووقتها، قد تساهم في درء الفتنة، والتوقف عن إطلاق الشائعات، التي لربما أن تحمل في طياتها كرهاً هنا، ومشكلة هناك، ولأن بيانه يحمل في طياته توضيحات هامة، وتقبلا للنتيجة، ودفاعاً عن غزة وشجب واستنكر ما يفعله العدوان الغاصب، وزيارة شخصية بحجم مفلح الرحيمي له، كل هذا من أجل أن تتوقف الشائعات المغرضة، التي تركت أصحاب الأحزاب يسرحون ويمرحون، كيفما يحلو لهم.
الإساءة إليه ووضعه في حالة السخرية من أجل حصد المشاهدات على مقاطع الفيديو التي لم تكن بوضع يسمح التصوير فيها، يندرج تحت قلة الاحترام والمروءة وبث مقاطع فيديو وهو بحالة إرهاق شديد وعمره ووضعه الصحي وضروفه الخاصة لا يُسمح أن يكون بكامل قواه ونشاطه البدني، خروجه اليوم على الملأ على أنه متقبل للنتيجة وبكل روح رياضية عالية، مختصراً على مروجي الإشاعات المغرضة، من أجل كف أيديهم عن اللعب بالنار.
*رزق الشبول