توقع تقرير لقناة «سي إن بي سي» أن تتسارع هجرة المليونيرات من بريطانيا إلى دبي.

وقال التقرير نقلاً عن تقرير «هينلي» لهجرة الثروات الخاصة، أن دولة الإمارات تسير على الطريق الصحيح لتصبح أكبر مركز جذب للثروة في العالم للعام الثالث على التوالي.

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تشهد المملكة المتحدة، وهي بالفعل مركز للمغتربين في الإمارات، انخفاضاً في عدد المليونيرات بنسبة 17% بحلول عام 2028، وفقاً لبنك «يو بي إس» السويسري.

وفي كثير من الحالات، يبحث الأفراد من ذوي الثروات الكبيرة عن الوجهات المعفاة من الضرائب مثل دبي، مع ارتفاع التكاليف والضرائب في وطنهم الأم. ومن المرجح أن يتسارع هذا الاتجاه في أعقاب الفوز الساحق الذي حققه حزب العمال في المملكة المتحدة في يونيو، وفقاً لبعض الممولين.

وقال كريم جيثا، وهو مستثمر إقليمي انتقل إلى الإمارات من المملكة المتحدة خلال الجائحة لشبكة «سي إن بي سي»: «هناك عوامل دفع وجذب لهذا الاتجاه من أصحاب الملايين الذين يختارون الانتقال إلى دبي، مضيفاً: «تشمل العوامل احتمال زيادة الضرائب في ظل حكومة حزب العمال الجديدة. وعلى سبيل المثال، كان أحد تعهدات حملة حزب العمال فرض ضريبة القيمة المضافة على الرسوم الدراسية في المدارس الخاصة، الأمر الذي من شأنه أن يرفع الكلفة بنسبة 20%، كما تشمل عوامل الجذب الأخرى بيئة العيش الآمنة في دبي، وإصلاحات التأشيرات الأخيرة التي تشجع الهجرة».

  • نمط الحياة

ومن المتوقع أن تشهد دولة الإمارات تدفقاً صافياً قياسياً يصل إلى 6700 مليونير من جميع أنحاء العالم بحلول نهاية عام 2024، وفقاً لتقرير «هينلي»، الذي صدر في يونيو. وهذا ما يقرب من ضعف العدد في الدولة التي تحتل المرتبة الثانية في القائمة، وهي الولايات المتحدة، والتي من المتوقع أن ترحب بتدفق صافٍ قدره 3800 مليونير في نفس الإطار الزمني.

وقال التقرير: «مع عدم وجود ضريبة على الدخل، والتأشيرات الذهبية، ونمط الحياة الفاخر، والموقع الاستراتيجي، عززت الإمارات مكانتها وجهة أولى في العالم لأصحاب الملايين المهاجرين».

والتأشيرة الذهبية للإمارات هي تأشيرة إقامة طويلة الأجل تسمح للمقيمين الأجانب بالعيش أو العمل أو الدراسة في الدولة.

وأضاف، أنه في حين أن المليونيرات الذين يهاجرون إلى الإمارات يأتون في الغالب من الهند والشرق الأوسط الأوسع وروسيا وإفريقيا، فمن المتوقع أن ينتقل عدد أكبر من البريطانيين والأوروبيين إلى دبي.

  • حماية الثروات

وقالت سونيتا سينغ دلال، الشريكة في شركة الحوراني لإدارة للثروات الخاصة في دبي: إن التطوير والإصلاحات في «النظام البيئي لإدارة الثروات» في الإمارات هي السبب وراء الكثير من ذلك.

وقالت: «في أقل من خمس سنوات، قدمت دولة الإمارات إطاراً تنظيمياً قوياً يوفر للأثرياء مجموعة من الحلول المبتكرة لحماية ثرواتهم والحفاظ عليها وتعزيزها».

كما تساعد عوامل مثل البنية التحتية الحديثة ونظام المدارس الدولية القوي، والاتصال الجغرافي، وانخفاض معدلات الجريمة، وعدم وجود ضريبة على الدخل، وتأشيرة العمل عن بعد، وعدد من حوافز الاستثمار، على جذب الأثرياء إلى دبي.

وعلى النقيض من ذلك، من المتوقع أن تشهد بريطانيا انخفاضاً في عدد المليونيرات من 3 ملايين في العام الماضي إلى 2.5 مليون شخص بحلول عام 2028، وفقاً لتوقعات تقرير الثروة العالمية الصادر عن «يو بي إس» في يونيو. ولكن من المهم أن نلاحظ أن عدد المليونيرات الكبير في المملكة المتحدة، وهو ثالث أعلى عدد في العالم، يشمل العديد من المقيمين الأجانب من أماكن مثل روسيا والشرق الأوسط وأماكن أخرى.

والآن بعد أن قامت حكومة المملكة المتحدة بالتخلص التدريجي من وضع «غير المقيمين»، والذي سمح للمقيمين الأثرياء والأجانب في كثير من الأحيان بعدم دفع الضرائب البريطانية على الدخل في الخارج، فإن الكثير من هؤلاء السكان سوف يتطلعون إلى التخلي عن إقامتهم في المملكة المتحدة.

  • الضرائب في بريطانيا

وعلقت هانا وايت، مديرة مركز الأبحاث المستقل معهد الحكومة في لندن، على تقرير هينلي، قائلة: «إن التدفق إلى الخارج الناتج عن الاضطرابات الاقتصادية والسياسية في بريطانيا قد يتسارع بسبب المزيد من القرارات السياسية غير المرحب بها».

وأشارت إلى الرسوم الجمركية البالغة 40% السارية بالفعل على العقارات التي تتجاوز عتبة 325 ألف جنيه إسترليني (417 ألف دولار)، بالإضافة إلى إنهاء النظام الضريبي لغير المقيمين في المملكة المتحدة بدءاً من عام 2025.

كما تعهدت حكومة حزب العمال الحالية بإسقاط الإعفاء من ضريبة القيمة المضافة بنسبة 20% على رسوم التعليم في المدارس الخاصة في بريطانيا، وهو ما من شأنه أن يجعل التعليم أكثر كلفة بشكل كبير بالنسبة لأولئك الذين يرسلون أطفالهم إلى مؤسسات النخبة.

وقالت وايت: «إنّ التزام حزب العمال بإلغاء الإعفاء من ضريبة القيمة المضافة بنسبة 20% هو تطور آخر غير مرحب به». (وكالات)

Shares: