اعتذرت المكسيك عن أسفها الشديد لحادث مقتل ثلاثة مصريين، فقد طالبت مصر، الحكومة المكسيكية، بسرعة إنهاء التحقيقات للوقوف على أسباب وقوع الحادث، وإنهاء إجراءات نقل الجثامين للقاهرة، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي مع نظيره المكسيكي خوان دي لا فوينتي.

وأكد فوينتي أن التحقيقات متواصلة، وأنه سيتم موافاة الحكومة المصرية بنتائجها فور الانتهاء منها.

وذكرت وكالة «أسوشيتد برس» الخميس الماضي، أن السلطات المكسيكية أطلقت النار على شاحنة تحمل مهاجرين أثناء توجهها إلى الحدود المكسيكية ـــ الأمريكية، مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص، في حادث وصفته رئيسة البلاد كلوديا شينباوم بـ«المؤسف». وذكرت الوكالة أن الضحايا ثلاثة مصريين وبيروفي وهندوراسي، فيما لم يتم التعرف إلى الجثة السادسة، كما أصيب 12 شخصاً بجروح بينهم مصريون أيضاً.
من جهتها علقت وزارة الدفاع المكسيكية، على الحادث في بيان بالقول إن «الجنود أطلقوا النار على شاحنة صغيرة حاولت التهرب من دورية عسكرية»، فيما نقلت وسائل الإعلام المصرية تصريحاً لمكتب المدعي العام المكسيكي مفاده أن «الشاحنات التي كانت تقل المهاجرين تجاهلت أوامر التوقف، وحاولت الفرار، وعند ملاحقة الجنود لهم تعرضوا لإطلاق نار».
وعلى الفور توجه السفير المصري في المكسيك، عمرو عبدالوارث إلى ولاية تشياباس للاطمئنان على حالة المصابين، وتقديم الخدمات القنصلية اللازمة، والتنسيق مع السلطات المكسيكية بالنسبة لسير التحقيقات الرسمية في الواقعة، وإجراءات شحن الجثامين، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية المصرية. كما اطمئن السفير المصري «على حالة المصابين المصريين في الحادث، وبينهم قاصر تعرض لإصابات بالغة، وتم نقله لأكبر مستشفى بولاية توكسلا»، كما التقى الأسرة المصرية التي فقدت ابنتيها، مؤكداً «اتخاذ إجراءات شحن الجثامين للقاهرة، ومتابعة التحقيقات مع السلطات المعنية».
من جهته، قال نائب رئيس المركز الثقافي المصري الأمريكي بنيويورك، نشأت زنفل، لصحيفة الشرق الأوسط، إن هناك مجموعة من المخاطر للمصريين الذين يغامرون بالانتقال إلى الولايات المتحدة، عبر الحدود المكسيكية، بسبب جماعات التهريب على الحدود، وقال إن «بعض المصريين يستخدمون الأنفاق الحدودية مما يعرضهم لمخاطر من شرطة الحدود»، مشيراً إلى أن السلطات الأمنية في أمريكا تمارس ضغوطاً مكثفةً على الأمن المكسيكي لتشديد مراقبة الحدود.
ولفظ الشاب بديع مكرم، وهو من مدينة أبو قرقاص بمحافظة المنيا جنوب مصر، أنفاسه الأخيرة جراء إصابته بالحادث، وذلك بعد وفاة شقيقتين مصريتين أخريين، فيما وقع الحادث في منطقة تبعد قرابة 850 كيلومتراً من العاصمة المكسيكية.
وتشير مصادر إعلامية إلى تفاصيل أخرى عن الحادث، حيث تبين أن شاحنتين تقلان أعداداً من المهاجرين من جنسيات مصرية وكوبية ونيبالية وهندية وباكستانية، كانوا في طريقهم للولايات المتحدة الأمريكية، عبر الحدود المكسيكية، مما عرضهما لإطلاق نار من جانب جنود من الجيش المكسيكي.
ووفق التحقيقات الأولية فإن الجنود المكسيكيين اعتقدوا أن الركاب عصابات إجرامية بالمنطقة فأطلقوا النيران عليهم مما أسفر عن مقتل وإصابة أعداد من مستقلي الشاحنتين.
وتبين أن الضحايا المصريين في الحادث هم أب يدعى سعد من مدينة أبوقرقاص بمحافظة المنيا جنوب مصر، وكان قادماً من المكسيك لولاية تينيسي الأمريكية برفقته ابنتاه وابنه الصغير عندما وقع الحادث، فيما لقيت الطفلتان مصرعهما وأصيب الأب بـ 4 طلقات في الساق وكذلك طفله الصغير.

Shares: