إلى عقلاء الوطن وأهل الحكمة في بلدي الغالي،
إن كرامة الأردنيين هي الراية التي نرفعها بفخر، هي الحصن الذي يُذَكِّرنا بمجد الدولة الأردنية وشموخها. كرامة الأردني وحقوقه وحرياته ليست مجرد كلمات، بل هي قيمٌ متجذرة في قلب الأردن، وحقٌ مقدس لا يقبل المساس به. إن احترام صوت المواطن، وإعلاء قيم الحرية، هما سر القوة الحقيقية لأي دولة، والاستجابة لصوت الشعب بحس من التسامح والإنسانية ليست ضعفاً؛ بل هي ذروة القوة، وأبهى صور الحكمة التي تترجم عراقة هذا الوطن.
إن استمرار اعتقال الكاتب أحمد حسن الزعبي يترك جرحاً في سمعة الأردن، التي كانت وما زالت، منارة للعدل والنزاهة. الزعبي لم يكن إلا ابنًا باراً لهذا الوطن، ولم يقصر يوما في حق هذا الوطن وقف صوته دائماً بجانب الشعب، يعبر عن آمالهم وآلامهم، ويحمل نبضهم بصدقٍ وإخلاص. لم يكن يوماً عابراً في مجرى الوطن، بل كان صوتاً وطنياً صادقاً، ناطقاً بهموم الناس، ومحامياً عن قضاياهم، مجسداً بذلك صورة الأردني الشامخ.الكاتب احمد حسن الزعبي لم يكن يوماً إلا نصيراً للوطن، صوتاً صادقاً يعبر عن آلام الناس وآمالهم ،ومواقفه تعكس حبه الكبير للوطن وحرصه على وحدته وامنه وتقدمه وازدهاره .
في هذه اللحظة الحاسمة، لا بد أن تكون الدولة قادرة على احتضان أبنائها، مهما كانت اختلافات الرأي بينهم، فهذا هو الدرس الأعظم في الوطنية. فتح الوطن ذراعيه واحتضانه لأبنائه، حتى أولئك الذين قد يكونون قصروا، هو أرقى تجسيد للمحبة الحقة، وأسمى قيم الولاء والانتماء. فالوطن ليس فقط مساحة جغرافية، بل هو حضنٌ واسع يحتمل الجميع، يمنحهم الفرصة ليصححوا مسارهم، ويتعلموا أن الاختلاف لا يلغي الحب والانتماء.
إن تاريخ الأردن العريق يدعونا جميعاً للحفاظ على هذا الإرث النبيل، وأن نحرص على إبقاء صورة الأردن شامخة في عيون العالم. إن الحوار البناء والاستجابة لصوت الشعب هو السبيل الأمثل لتوحيد الصفوف وتعزيز الوحدة الوطنية. وحين نرى الدولة تتعامل بتسامح مع أبنائها، فإن ذلك يعزز من مكانة الأردن ويعكس صورةً مشرقة للعالم، ويدفع الجميع للاعتزاز بهذا الوطن العظيم.
Shares: